إنه اليوم السنوي الثالث لاطلاق الأمم المتحدّة ليوم «الاخوّة الانسانية» تجاوبًا مع دعوة دول عربيّة عدّة، منها: المملكة العربيّة السعوديّة ودولة الإمارات العربيّة المتحدّة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربيّة. وقد أصبحت رقما هاما جديدا على درب الحوار والتلاقي لا سيّما أنّ الأخوّة الإنسانيّة في هذا اليوم بالذات تُحيي مرور أربع سنوات على توقيع وثيقة الاخوّة» الهامة بين قداسة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر فضيلة الإمام أحمد الطيب، أثناء زيارتهما إلى أبو ظبي في الرابع من شباط عام 2019.
وقد تمّ إطلاق جائزة سنويّة تُسمّى «جائزة زايد للأخوّة الإنسانيّة»، فكانت عام 2019 م من نصيب فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس، كجائزة فخريةً. وعام 2021 م من نصيب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والناشطة المغربية الفرنسية لطيفة إبن زياتن. أما عام 2022 م فحازها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وجلالة الملكة رانيا العبدالله، مع مؤسسة المعرفة والحرية «فوكال» في هايتي. وفي هذا العام 2023، تم منح الجائزة قبل ايام الى مؤسسة «سانت ايجيديو الكاثوليكية »، وناشطة السلام الكينية شمسة أبو بكر فضيل، الملقبة بماما شمسة.
لكنّ هذا اليوم ليس يتيمًا، إنما يحلّ سنويا في حضن أسبوعٍ وئاميٍّ قد تمّ الإعلان عنه في عام 2010 في الأمّم المتحدّة، بعدما تقدّم جلالة الملك عبدالله الثاني، يرافقه سموّ الأمير غازي بن محمد، بمقترح إنشاء أسبوع عالميّ للأديان في الأسبوع الأوّل من شباط. وهكذا كان؛ فأصبح لدينا أسبوع الوئام بين الأديان منذ ثلاثة عشر عاما، و"ابنه البكر» يوم الأخوّة الإنسانيّة ذو الربيع الرابع.
والسؤال المطروح اليوم، هل نحتاج إلى الوئام في عصرنا؟
بالتأكيد. فعالمنا ليس قبيحًا وليس أيضًا قدّيسًا. هو بحاجة دائمًا إلى أن يُعَطّر بهذه المبادرات النيّرة، لكي نذكّر، وبالأخصّ الأجيال الصاعدة، على واجب التنئشة على: الاحترام المتبادل، و المحبّة المتبادلة، والتقدير المتبادل لكلّ الكنوز التقليديّة والإرثيّة التي توارثها الحفيد عن الأب والجد، لكي نسطّر قصصًا جديدة ومداميك جديدة للبنيان الإنسانيّ الشامل.
أمّا دور الإعلام، وهو موضوع الندوة التي عقدها قبل أيام المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام، بالتعاون مع كاريتاس الاردن، احتفاء باليوم العالمي للأخوة والاسبوع الدولي للوئام، فهو ضروري ضرورة قصوى، في نهضة الوئام والأخوّة الإنسانيّة، ذلك أنّ إعلام اليوم أصبح متاحًا في يد الجميع، وأحيانًا كثيرة يكون، مع كلّ أسف، هادمًا للأخوّة والكرامة الإنسانيّة وللوئام بين البشر. لكنه أيضًا، يستطيع أن يكون خادمًا للحقيقة والجمال والطيبة والأخلاق، وبالتالي أن يكون خادمًا لبنيان الوئام والأخوّة بين البشر ضمن احترام معتقداتهم ورموزهم الدينيّة وتقاليدهم وعاداتهم وشعائرهم.
انّ المركز الكاثوليكيّ للدراسات والإعلام، وهو يحتفل بعشر سنوات على تأسيسه، وعشرين سنة على اطلاق موقع ابونا – اعلام من أجل الانسان، قد أخذ على عاتقه إحياء أسبوع الوئام بين الأديان ويوم الأخوّة الإنسانيّة، بهذه الجَمعات الطيّبة، التي تضم نخبة من المفكريّن ورجال الدين الإسلاميّ والمسيحيّ والمهتمين بشؤون أن يكون الدين دائمًا عامل محبّة وسلام، لا فرقة وخصام.