رعى وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية محمد الخلايلة الثلاثاء، افتتاح أسبوع الوئام الديني الذي تقيمه الوزارة بالتعاون مع دائرة قاضي القضاة، ودائرة الإفتاء العام، والمركز الأردني لبحوث التعايش الديني، في المركز الثقافي الإسلامي التابع لمسجد الشهيد الملك المؤسس عبدالله بن الحسين، وذلك مندوبا عن رئيس الوزراء بشر الخصاونة.
وحمل أسبوع الوئام الديني لهذا العام عنوان: "الأردن أنموذج الوئام بين اتباع المذاهب والأديان".
وقال الخلايلة، إن "الإسلام يحمل رسالة الرحمة للإنسانية جمعاء، وظهرت هذه الرحمة في تعامل الرسول عليه الصلاة والسلام مع أهل الكتاب وغيرهم، حيث كان رحيما، وظهرت هذه الرحمة في وثيقة المدينة التي تعتبر أساسا في التعامل مع الآخرين".
وأضاف، إن "أسبوع الوئام كان ثمرة عمل رائد قام على قواسم مشتركة توفر أرضية دينية صلبة للالتقاء بين الأديان واحترام الآخر".
وقال "إن المذاهب الفقهية الأربعة كانت نموذجا في التسامح وقبول الآخر، وحثت على الأمن والسلام والوسطية ونبذ القتل والدمار ورفض الآخر، فالإسلام أصلا ينظر إلى حق البشر في العيش والكرامة الإنسانية".
وأشار إلى أن الدعوة إلى الوئام هي من أساس الشريعة الإسلامية ومبادئها العامة التي دلت عليها، وطبقها الخلفاء والأئمة على مر التاريخ، والالتزام بالشريعة الإسلامية يدعو المسلم إلى الوئام والعيش المشترك والتسامح والتمسك به، مبينا أن الوئام يعطي الحق للبشر المختلفين بألوانهم وأجناسهم ومعتقداتهم بأن يعيشوا بسلام وأمن وأمان.
من جهته، قال مفتي المملكة سماحة الشيخ عبد الكريم الخصاونة، إن المسلمين والمسيحيين في هذا البلد كانوا ولا يزالون يشكلون أنموذجا في الإنسانية والوئام، ويزرعون قيم المواطنة الصالحة تحت الراية الهاشمية التي بايعها الناس بمحبة وموالاة، فالتفت حولها القلوب قبل العهود؛ لأنها كانت عادلة ونشرت العدالة بين الناس باعتبار أن الكرامة الإنسانية أمر رباني، كما أقامت العلاقات على أساس المساواة فالكل له حقوق وله واجبات يجب أن يعمل عليها.
وأضاف الخصاونة، أن القرآن الكريم خاطب غير المسلمين بلطف العبارات، ولم ينفرهم وهذا الخطاب كان فيه الاحترام والتقدير لغير المسلمين من أهل الكتاب وغيرهم، مؤكدا أن الإسلام دين سمح يقبل الآخر، ويحترمه ويعزز عيشهم المشترك في المجتمع الإسلامي.
وبين "أن علاقة أبناء الوطن قائمة على الاحترام المتبادل والوقوف صفا واحدا وسدا منيعا ضد أي مؤامرة أو محاولة بفضل القيادة الهاشمية التي اقتدت بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وجعلت العدل أساس الحكم والمساواة قاعدة في تعاملها مع الجميع".
مدير المركز الأردني لبحوث التعايش الديني الأب نبيل حداد، أشار إلى أن "نموذجية وئامنا في الأردن نابعة من القيادة الهاشمية التي أصرت على أن يعيش الجميع على الأرض الأردنية بطمأنينة وأمان" مؤكدا "افتخاره برسالة عمان ودعوتها للسلام والرحمة".
وأضاف "نحتفل اليوم بأسبوع عالمي للوئام والذي حمل شهادة ميلاد أردنية التقت حولها البشرية ذات يوم تشريني قبل أعوام في نيويورك لتتبنى دول العالم المبادرة التي حملها الملك وخرجت من مدرسة الفكر الهاشمي وولدتها أم الوثائق وهي رسالة عمّان".
وأضاف الأب حداد "أننا في الأردن الأكثر حضورا بتاريخ القداسة والأحسن بالسيرة والسلوك، تعلمنا في مساجده وكنائسه ومدارسه الوئام والسلام والحب فيما بيننا، وأننا في مركز التعايش نتشرف بالمشاركة مع أخوتنا في وزارة الأوقاف ودائرة الإفتاء وقاضي القضاة بهذا الاحتفال السنوي".
بدوره، قال سماحة قاضي القضاء عبد الحافظ الربطة، إن هذا الحدث السنوي الذي كان ثمرة جهد كبير لجلالة الملك عبدالله الثاني ليكون مناسبة عالمية أممية تؤكد الوئام بين أبناء الشرائع وأهمية الحوار البناء واعتباره أساسا بعيدا عن فكر التطرف والغلو ورفض الآخر.
وأضاف الربطة، أن الناس عاشوا على امتداد التاريخ الإسلامي بأمن وتعايش مع الآخر واحترامه دون الاعتداء عليه، مؤكدا أن الشواهد كثيرة في الإسلام على حسن التعايش والمعشر بين المسلمين وغيرهم من أبناء الديانات الأخرى.
وقال "صنعنا من ذلك إنجازات كبيرة وكنا أنموذجا عنوانه الوئام والسلام والمحبة يتشارك في هذه الإنجازات كل الأردنيين ويتمتعون بالأمن والأمان، ويتشاركون جميعا بالهم والفرح والسرور".
وبين الربطة أن الإسلام مظلة تحترم الآخرين وتأمنهم وعلى العالم احترام هذه الصورة والدفاع عنها، مشيرا إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني أراد أن يتحدث بصراحة حينما أطلق رسالة عمان، وأراد أن تكون بيانا مفصلا لحقيقة الإسلام وحقيقة نظرة الإسلام لغيره من الشرائع، فشرحت الرسالة للعالم كله حقيقة الدين الإسلامي وأوضحته للجميع باعتباره دينا وسطيا يرفض الغلو والتطرف ويقبل الآخر، ويعيش معه بأفضل صور التسامح والقبول.